الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
*2* 1763- سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ قاله ضَبَّة بن أدّ لما لامه الناسُ على قتله قاتلَ ابنه في الحرم، وقد مر تمامُ القصة فيما تقدم عند قوله "إنَّ الحديثَ ذو شُجُون" ويقال: إن قولهم "سبق السيف العذل" لخزيم بن نَوْفل الهَمْدَاني. 1764- سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ عَلَى سِرْحَانٍ قال أبو عبيد: أصلُه أن رجلا خرج يلتمس العَشَاء، فوقع على ذئب فأكله، وقال الأصمعي: أصلُه أن دابةً خرجت تطلب العشاء، فلقيها ذئب فأكلها، وقال ابن الأعرابي: أصل هذا أن رجلا من غَنِىٍّ، يقال له سِرْحَان بن هزلة كان بطلاً فاتكا يتَقَّيه الناسُ، فقال رجل يوماً: والله لأرْعِيَنَّ إبلي هذا الوادي، ولا أخاف سرحان بن هزلة، فورد بإبله ذلك الوادي، فوجد به سِرْحان وهَجَم عليه فقتله، وأخذ إبله، وقال: أبلغ نَصيِحَةَ أن رَاعِيَ أَهْلِهَا *سَقَطَ العَشَاءُ بِهِ على سِرْحَانِ سَقَطَ العَشَاء به على مقتمر* طَلْقِ الْيَدَيْنِ مُعَاوِدٍ لِطِعَانِ يضرب في طلب الحاجة يؤدّي صاحبها إلى التلف. 1765- سَرَتْ إِلَيْنَا شَبَادِعُهُمْ الشبدع: العقربُ، ويشبه بها اللسان، لأنه يَلْسَع به الناسَ، قال الْجَعْدِي: يخبركم أَنَّهُ نَاصِحٌ * وفي نُصْحِه ذَنَبُ الْعَقْرَبِ ومعنى المثل سَرَى إلينا شَرُّهم ولومهم إيانا وما أشبه ذلك. 1766- سَدَّ ابْنُ بَيْضٍ الطَّرِيقَ ويروى ابن بِيض بكسر الباء. قال الأضمعي: أصله أن رجلا كان في الزمن الأول يقال له"ابن بيض"عَقَرَ ناقَةً على ثنية فسدَّ بها الطريق، فمنع الناسَ من سلوكها. وقال المفضل: كان ابن بيض رجلا من عادٍ وكان تاجراً مكثراً، وكان لقمان بن عاد يَخْفره في تجارته ويُجيره على خَرْج يعطيه ابنَ بيضٍ يَضَعه له على ثَنِيَّةٍ إلى أن يأتي [ص 329] لقمان فيأخذه، فإذا أبْصَرَه لقمان قد فعل ذلك قال: سدَّ ابن بيضٍ السبيلَ. يقول إنه لم يجعل لي سبيلا على أهله وماله حين وَفَى لي بالجُعْلِ الذي سَمَّاه لي، وينشد على قول الأصمعي: سَدَدْنَا كما سَدَّ ابْنُ بيضٍ طريقَهُ * فلم يَجِدُوا عند الثَّنِيَّةِ مَطْلَعَا وقال المخبل السعدي: لقد سَدَّ السَّبِيلَ أبو حُمَيْد * كما سَدَّ المخاطبة ابنُ بيضِ 1767- أَسَعْدٌ أَمْ سُعِيْدٌ. هما ابنا ضبة بن أد، وقد ذكرتُ قصتَهما في باب الحاء عند قوله"الحديث ذو شُجُون". يضرب في العناية بذي الرحم، وفي الاستخبار أيضاً عن الأمرين الخير والشر، أيهما وقع. ومنه قول الحجاج لقتيبة بن مسلم وقد تزوج، فقال: أسعد أم سعيد؟ أراد أحسناء أم شَوْهَاء، جعل التصغير مثلا للقبح، والتكبيرَ مثلا للحسن، وكما قال أبو تمام: غَنِيتُ به عَمَّن سِواه، وحُوِّلَتْ * عِجَافُ رِكَابِي عن سُعَيْد إلى سَعْدِ يَعني عن الجدب إلى الخصب. 1768- سَاَوَاكَ عَبْدُ غَيْرِكَ هذا المثل مثل قولهم: عبد غيرك حُرٌّ مثلُك، يعني أنه بتَعَاليه عن أمرك ونَهْيك مثلُك في الحرية. 1769- السِّرَاحُ مِنَ النَّجَاحِ يضرب لمن لا يريد قَضَاء الحاجة، أي ينبغي أن تُؤيسه منها إذا لم تَقْضِ حاجته. 1770- أَسْمَحَتْ قَرُونَتُهُ القَرُونة والقَرُون والقَرِينة والقَرِين: النَّفْسُ، أي استقامت له نفسُه وانقادت، وقال مصعب بن عطاء: أي ذهب شكه وعزم على الأمر. 1771- سَوَاسِيَةٌ كأسْنَانِ الْحِمَارِ قال الأصمعي وأبو عمرو: ما أَشَدَّ ما هجا القائل"سَوَاسية كأسنان الحمار"ومثله: "سَوَاسيةٌ كأسنان المُشْطِ" قال كُثَير: سَوَاءٌ كأسْنَانِ الحمار، فلا تَرَى * لذي شَيْبة منهم على ناشِىء فَضْلاَ وقالت الخنساء: فَاْليَوْمَ نَحْنُ وَمَنْ سِوَا * نَا مِثْلُ أَسْنَانِ الْقَوَارِحْ أي لا فَضْلَ لنا على أحد، قال أصحاب المعاني: السَّوَاء: العدل، وهو مأخوذ من الاستواء والتساوي، يقال: فلان وفلان [ص 330] سَوَاء أي متساويان، و"قوم سَوَاء" لا يُثَنَّى ولا يجمع، لأنه مصدر، وأما "سواسية" فقال الأخفش: وَزْنُه فَعَلْفِلة، وهي جمع سواء على غير قياس، فسواء فَعَال وسية فِعَة أو فِلة، إلا أن فعة أقيس، لأن أكثر ما ينقلون موضع اللام، وأصل سِيَة سِوْيَة، فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت الواو ياء، ثم حذفت إحدى الياءين تخفيفاً، فبقي سية، وقال بعضهم: الأصل سَوَاء سِيّ يعني السِّيَّ الذي هو المثل، ثم خافوا إيهام كونهما اسمين باقيين على الأصل، فحذفوا مَدَّة سَوَاء وأبدلوا من الياء الثانية من سي هاءً كما فعلو في زَنَادِقة وصَيَارِفة، وأصله زَنَاديق وصَيَاريف.
|